
آسفي: بوجمعة شعشاع
شهدت مدينة آسفي، ابتداء من زوال يوم الأحد الماضي، تساقطات مطرية غزيرة وغير مسبوقة، تركزت بشكل خاص ما بين الساعة الرابعة والخامسة مساءً، ما تسبب في ارتفاع سريع ومباغت لمنسوب المياه، وأدى إلى غمر المنازل والمحلات التجارية، ومحاصرة السكان داخل أحيائهم.
وتحولت مدينة آسفي إلى مسرح لفيضانات مفاجئة، وغير معتادة، حيث اجتاحت السيول عددا من الأحياء، ما تسبب في أضرار بشرية ومادية واسعة وخلف مشاهد صادمة في الشوارع الرئيسية.

وأدى ارتفاع منسوب المياه بسرعة إلى غمر الطرقات وتعطل حركة السير، كما جرفت السيول بعض السيارات والأشخاص، فيما تسللت المياه إلى منازل المواطنين، مخلفة خسائر كبيرة وأثارت حالة من القلق في أوساط السكان، كما أن شبكات تصريف مياه الأمطار لم تتمكن من استيعاب الكميات الهائلة التي هطلت خلال فترة زمنية قصيرة، ما ساهم في تفاقم الفيضانات وتوسع رقعة الأضرار داخل المدينة.
وأفادت مصادر صحية أن المستشفى الإقليمي محمد الخامس استقبل جثامين الضحايا تباعا، بعد أن جرفتهم السيول الناتجة عن الارتفاع المفاجئ والكبير في منسوب المياه، الذي فاض على عدد من الأحياء السكنية بمركز المدينة، محولا الشوارع إلى مجارٍ مائية.
وطالت الفيضانات أحياء سيدي بو الذهب والمدينة العتيقة ومناطق مجاورة، حيث عجزت شبكات تصريف المياه عن استيعاب الكميات الكبيرة من الأمطار، ما فاقم من حدة الأضرار، وأثار حالة من الهلع في صفوف الساكنة.

وحسب المعطيات، اجتاحت السيول عددا من أحياء وشوارع المدينة، ما أدى إلى إعلان حالة طوارئ غير معلنة، بعدما ارتفع منسوب المياه إلى أكثر من أربعة أمتار في بعض النقاط، متسببا في خسائر مادية كبيرة شملت منازل سكنية ومحلات تجارية، إضافة إلى تعطّل حركة السير في عدة محاور رئيسية.
وأثارت هذه التطورات موجة انتقادات واسعة في أوساط المواطنين، الذين نبهوا إلى تهميش المدينة وهشاشة البنية التحتية وفشل التدابير الاستباقية، معتبرين أن شبكات تصريف المياه غير قادرة على استيعاب التساقطات المطرية الغزيرة.
وطالب السكان بفتح نقاش جدي حول سياسات التهيئة الحضرية، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وتسريع الاستثمار في بنية تحتية قادرة على التكيف مع التحولات المناخية، تفاديا لتكرار الخسائر البشرية والمادية وحالات الخطر التي تهدد سلامة السكان.
وأفادت السلطات المحلية بالإقليم أنه، وحسب المعطيات المتوفرة، ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية، إلى سبعة وثلاثين وفاة في حصيلة مؤقتة ومرشحة للارتفاع
أما فيما يخص الأشخاص المصابين، فقد سجلت خضوع ما يزيد عن أربعين شخصا للعلاجات الطبية، بمستشفى محمد الخامس بآسفي، من ضمنهم شخصان بقسم العناية المركزة.
وقد عملت السلطات العمومية وكافة القطاعات المعنية ومختلف المتدخلين، على التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية، من أجل التدخل الفوري لمواجهة هاته الوضعية الاستثنائية، وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين.
وظلت تدخلات السلطات العمومية، ومصالح الوقاية المدنية، والقوات العمومية، وكافة المتدخلين مستمرة من خلال تواصل عمليات التمشيط الميداني والبحث والإسعاف وتقديم الدعم والمساعدة للساكنة المتضررة.
وشددت السلطات المحلية بإقليم آسفي، في هذا الإطار، على ضرورة الرفع من مستوى اليقظة واعتماد أقصى درجات الحيطة والحذر والالتزام بسبل السلامة، في ظل التقلبات المناخية الحادة التي تعرفها بلادنا، بما يضمن الحفاظ على الأرواح والممتلكات والحد من المخاطر المحتملة. وبالنظر إلى سوء الأحوال الجوية ، وبناء على تحذيرات النشرة الإنذارية وبعد مشاورات مع السلطات الإقليمية ، فإن المديرية الإقليمية تقرر تعليق الدراسة لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الإثنين 15دجنبر الى يوم الأربعاء 17 دجنبر 2025 وذلك حفاظا على سلامة التلاميذ والأطر التربوية والإدارية


















تعليقات الزوار ( 0 )