المرأة بالثانوية التأهيلية ابن مولاي الحاج بأسفي:
ركيزة المواطنة وروح العطاء
بين الاعتراف بالجهود وترسيخ القيم الوطنية
في زمن تتسارع فيه التحديات وتتشابك فيه الرهانات التربوية، تبرز المؤسسات التعليمية الحقيقية تلك التي لا تقتصر على تقديم المعارف، بل تسعى إلى بناء الإنسان المواطن.
في هذا السياق، اختارت ثانوية ابن مولاي الحاج التأهيلية بآسفي أن تكرم نساءها العاملات، في مبادرة نبيلة لا تكتفي بالاحتفال، بل تؤسس لرؤية متكاملة: الاعتراف بالعطاء، والمواطنة المسؤولة.
المرأة في قلب المشروع التربوي
يخطئ من يختزل دور المرأة في الحقل المدرسي في مجرد أدوار إدارية أو تعليمية. فالمرأة في ثانوية ابن مولاي الحاج تتجسد كفاعل حقيقي، تشارك بذكاء وإصرار في تأمين جودة التعليم، وتساهم بروح الأم والمعلمة والقائدة في نسج خيوط النجاح المؤسسي.
لقد كانت المرأة، ولا تزال، أحد أعمدة المؤسسة الصلبة، حيث تحضر بفعالية داخل الأقسام الدراسية، وداخل مجالس التدبير، وفي جميع الأنشطة التي تهدف إلى صقل شخصية التلميذ وبناء وعيه الوطني.
الاعتراف بالعطاء: ثقافة لا لحظة احتفالية
حين نظمت إدارة الثانوية حفلًا لتكريم نساء المؤسسة يوم 25 أبريل 2025، لم تفعل ذلك بدافع المجاملة الظرفية، بل عبرت عن قناعة مؤسساتية بأن الاعتراف بالجهود هو المحرك الخفي لاستدامة العطاء.
العرفان هنا لم يتجسد في الكلمات وحدها، بل ترجم عبر أنشطة فنية متنوعة أبدع فيها التلاميذ، تجسيدًا لفلسفة تربوية تؤمن بأن الشكر لا يكون صادقًا إلا إذا ارتبط بالفعل، وأن المرأة تستحق أن تكون في صدارة مشهد الاحتفاء اليومي، لا فقط في مواسم التكريم.
الفن والمواطنة: لقاء القيم بالممارسة
ما ميز لقاء التكريم هذه السنة هو الجمع بين البعد الفني والبعد الوطني.
العروض المسرحية، والفقرات التشكيلية، والمبادرات الغنائية، لم تكن مجرد ترف جمالي، بل رسائل تربوية حية، خطها التلاميذ بأناملهم ليعبروا من خلالها عن قيم الوفاء، التسامح، والانتماء.
لقد أرادت المؤسسة أن تقول بأكثر من لسان: إن بناء الحس الوطني يبدأ من الاعتراف بالآخر، وإن غرس روح المواطنة في نفوس الناشئة يمر عبر تقدير المرأة، باعتبارها رمزًا للتضحية والعطاء اللامحدود.
نحو مدرسة الإنصاف والمواطنة
لم يكن حفل ثانوية ابن مولاي الحاج مجرد لحظة احتفالية؛ بل كان إعلانا واضحا عن مشروع مدرسة جديدة، مدرسة تعترف بالجهود، تكرم العطاء، وتعلي من شأن القيم الإنسانية النبيلة.
وفي عالم تزداد فيه الحاجة إلى تربية قادرة على صناعة أجيال مسلحة بالمعرفة وروح الانتماء، تبرهن المؤسسة أن الرهان الحقيقي هو على الإنسان، نساء ورجالا، من أجل مغرب أكثر إشراقا وعدالة.
تعليقات الزوار ( 0 )