الفن هو سفينتي التي تبحر بي عبر القارات، هذا هو تعريف أسماء لرحلتها الفنية الطويلة. عصامية التكوين، تعمل على جميع أساليب المدارس الفنية، مما جعلها تبدع بدمج ما يصل إلى خمسة أساليب فنية في عمل واحد. أسماء ليست فقط فنانة تشكل الألوان، لكنها أيضًا عاشقة للتنوع الثقافي والفني، وهو ما يدفعها لاستكشاف فنون وثقافات بلدان مختلفة وتجربتها في أعمالها.
في حديثها معنا، أوضحت أسماء أن حبها للتجريب والتطوير الذاتي جعلها تمزج بين الفن التقليدي والحديث، وأضافت: “أدمج الكروشية والتطريز في أعمالي، مما يمنحها لمسة تجمع بين الحرفية والتراث وبين الفن المعاصر.”
انطلاقة رسمية وعطاء مستمر
بدأت أسماء مسيرتها الفنية رسميًا عام 2016 عندما شاركت في أول معرض مشترك. في هذا السياق، تذكرت تلك اللحظات قائلة: “كان شعورًا رائعًا أن أرى أعمالي تُعرض جنبًا إلى جنب مع فنانين آخرين. تلك التجربة كانت بمثابة نقطة الانطلاق بالنسبة لي.”
لكن المحطة الأبرز في مسيرتها كانت في عام 2017 عندما نظمت أول معرض فردي لها، وهو ما فتح أمامها آفاقًا جديدة للمشاركة في ملتقيات دولية مهمة مثل ملتقى السلام الدولي وملتقى يوم الأرض الفلسطيني.
“لم يكن الأمر مجرد عرض لوحاتي، بل كان تجربة حقيقية للتواصل مع فنانين من مختلف الثقافات”، تقول أسماء، وهي تسترجع تلك التجارب التي أكسبتها نظرة أعمق للفن كوسيلة للتعبير عن الإنسانية.
التطوع: جزء لا يتجزأ من مسيرتها
ما يميز أسماء ليس فقط أعمالها الفنية، بل أيضًا عطاؤها المستمر في مجال التعليم. فمنذ عام 2011 وهي تدرس الفنون بشكل تطوعي في دور الشباب، وفي بعض المدارس الخاصة. “أشعر بسعادة كبيرة عندما أرى تأثير عملي على الشباب، وأعتقد أن الفن ليس فقط للعرض، بل هو وسيلة لتغيير حياة الآخرين”، تضيف.
مسيرة زاخرة بالإنجازات
استمرت أسماء في تألقها مع مرور السنوات. ففي عام 2018، نظمت معرضًا فرديًا آخر، بالإضافة إلى مشاركتها مرة أخرى في ملتقى السلام الدولي. أما في 2019، فقد قدمت معرضًا فرديًا ثالثًا يعكس تطور أسلوبها الفني. ولم يكن عام 2024 عاديًا، إذ جمع بين معرض فردي جديد ومشاركة خاصة لتلميذتيها الموهوبتين ملاك وصفاء، وهو ما تعتبره أسماء جزءًا من رسالتها الفنية في دعم المواهب الشابة.
شغف بالتنوع الثقافي والفني
أسماء ترى أن الفن يشبه رحلة عبر القارات، فهو يحملها إلى عوالم وثقافات مختلفة. “البحث عن الفنون وتجربتها هو ما يثري أعمالي. أحب أن أكون دائمًا في حالة اكتشاف وتجديد”، تقول أسماء، مؤكدة أن التنوع هو السر في نجاحها واستمرارها.
رسالة ملهمة
في نهاية حديثها، أكدت أسماء أن رسالتها للفنانين الصاعدين هي أن يبقوا دائمًا شغوفين، وأن يجربوا دون خوف. كما دعت الجمهور لدعم الفنون والثقافة، قائلة: “الفن هو الجسر الذي يوحد الشعوب ويعبر عن قيمنا الإنسانية.”
بإبداعها وعطائها، أثبتت أسماء أن الفن ليس فقط لوحة أو منحوتة، بل هو وسيلة للتواصل والتغيير، وقصة تُكتب بألوان من الإبداع والإلهام.
تعليقات الزوار ( 0 )